نظّمت كلية العلوم في جامعة اليرموك، بإشراف الدكتورة ربيعة رواشدة، رحلة علمية لطلبة مساق "التكنولوجيا الحياتية" إلى مصنع ألبان الأندلس في مدينة إربد، بهدف تعريف الطلبة بعمليات التصنيع الصناعي لمنتجات الألبان، من خلال الاطلاع المباشر على مراحل إنتاج وتعبئة الحليب المبستر، ومقارنة الأساليب الصناعية بالتقنيات المنزلية من حيث الجودة والثبات في الطعم والخصائص.
استُقبل الطلبة من قبل إدارة المصنع، حيث قُدّم لهم شرح مفصل حول مراحل العمل داخل خطوط الإنتاج التي تصل طاقتها اليومية إلى نحو 14 طنًا من الحليب. ويتم تأمين الحليب الخام من مزارع متعددة في شمال المملكة، ويُجمع من مصادر متنوعة تشمل الأبقار، الأغنام، والماعز. خلال الجولة، تعرّف الطلبة على الإجراءات المخبرية المعتمدة لفحص الحليب قبل دخوله في مراحل التصنيع، والتي تتضمن تحليل مكوناته من دهون وبروتينات ومعادن، وقياس الكثافة، بالإضافة إلى الكشف عن وجود الماء أو ارتفاع الحموضة.
وانتقل الطلبة بعد ذلك للتعرف على عملية إنتاج اللبن، التي تبدأ بعملية البسترة، سواء السريعة أو البطيئة، تليها مرحلة تبريد الحليب إلى درجة حرارة مناسبة تمهيدا لتخميره بإضافة "البادئة" – وهي خليط من البكتيريا النافعة يتم استيراده من مصانع أوروبية. تستمر عملية التخمير في غرفة خاصة بدرجة حرارة ثابتة لساعات معدودة، ثم يُبرّد الخليط إلى 3 درجات مئوية لمدة يومين. بعد التخمير والتبريد، تُنتج أنواع مختلفة من اللبن، تختلف باختلاف نسب الملح أو التوابل المضافة، من أبرزها: اللبنة الجرشية ولبنة الشنكليش. أما فيما يتعلق بصناعة الأجبان، فتبدأ بتسخين الحليب وتبريده، ومن ثم إضافة إنزيم "الرنين" لتخثيره. ويركّز المصنع في إنتاجه على نحو 15 نوعًا رئيسيًا من الأجبان استجابة لاحتياجات السوق، من أهمها: الجبنة البيضاء، الجدايل، السنبلة، وجبنة الأريش.
وقد أبدى الطلبة تفاعلًا ملحوظًا مع الشرح المقدم، وطرحوا العديد من الأسئلة المتعلقة بالمراحل الإنتاجية وتفاصيل التخمير والتعبئة، مما ساهم في تعزيز فهمهم العملي وربط المعرفة النظرية بالتطبيق الواقعي. وتأتي هذه الزيارة ضمن جهود الكلية لدعم التعلم الميداني وتسليط الضوء على أهمية المشاريع الإنتاجية في دعم الاقتصاد الوطني.
